قلعة بصرى

 

Up

 

 
قلعة بصرى الشام

تقع القلعة جنوبي مدينة بصرى القديمة، وما تبقى قائماً منها حتى الآن يحيط بمسرح بصرى الأثري. بدأ المسلمون بتحويل "حصن بصرى" إلى قلعة أواخر القرن الخامس، لتعزيز المنشآت الدفاعية في بلاد الشام ضد هجمات الصليبيين المتكررة، واستمر بناء القلعة إلى منتصف القرن السابع الهجري، إذ تم تحرير بيت المقدس ومعظم بلاد الشام من الصليبيين.تميز عهد الحروب الصليبية بتشييد أو إعادة بناء كثير من الحصون و القلاع و من أشهرها قلعة بصرى , و تبين لنا قراءة الكتابات العربية على أبراجه مراحل بناء هذا الحصن الكبير . و قد كشفت الحفريات أن بناء القلعة و أبراجها تم على مراحل متعددة يعود أولها لعصر العرب الأنباط في القرن الأول الميلادي , فبعد أن هدم الرومان قلعة الأنباط في عام 106 ميلادي و أسسوا على بقاياه المسرح الروماني الكبير , عاد العرب الأمويين و اتخذوا من المدرج الروماني نواةً لقلعة بنوها , صمدت أمام أعتى هجمات الغزاة. و نورد فيما يلي موجزاً يبين مراحل بناء هذه التحصينات التي بلغت مساحتها 17000 مترمربع:

 

عهد العرب الأنباط:
بنى العرب الأنباط قلعة نبطية لا تزال أساساتها قائمة تحت جدران المدرج الكبير و قد ساهمت هذه القلعة بقسط كبير في الانتصار الذي أحرزه رعبيل الأول (رب إيل) ملك العرب الأنباط على السلوقيين في معركة امتان عام 84-85 قبل الميلاد . و يجمع المؤرخون على أنه لم يبق للسلوقيين مللك موطَّد في هذا الجزء من الوطن العربي( سورية ) بعد هزيمتهم النكراء.

 

.إذ استقل كل والٍ من ولاتهم بمدينة مما حرّك أطماع اليهود الذين كانو يدبرون المؤامرات للقضاء على ملك الأنباط فهددوا دمشق . و استنجد سكانها بالحارث الثالث النبطي الذي خلف رعبيل الأول في الحكم فهب لنجدتهم مع عرب الأردن و أنقذوا دمشق من العدوان المحيق بها , ثم اتجهوا إلى تصفية حسابهم مع اليهود و طردوهم من المدن الاثنتي عشرة التي احتلوها في الجنوب و اجتازوا الأردن و شتتوا شمل جيوشهم في معركة اللد .
 

 

العهد الأموي و العباسي:  قام العرب بعد فتح بصرى بسد جميع أبواب المسرح و منافذه التي تفتح إلى الخارج بجدران محدثة و متينة فحولوه بذلك إلى حصن منيع يتعذر الدخول إليه إلا من أبواب صنعت من صخر البازلت. ويستدل من الحديث الذي ذكره ابن عساكر منخبر الهيذام أحد فرسان العرب و زعيم قيس في الفتنة التي وقعت بينهم و بين اليمنيين بدمشق في أيام الرشيد أنه ركب و ابنه و غلامه و كانوا في بصرى , و خرجوا غلى الناس و هم منهزمون , حتى انتهوا إلى ملعب الروم و هو حصن في بصرى و تسامعت خيل أبي هذام فجاؤا من كل وجه... من هذا النص يتبين لنا أن المسرح كان محصناً على الشكل المبين سابقاً .

العهد الفاطمي:
تم في هذا العهد بناء ثلاثة أبراج ملاصقة لجدار المسرح الخارجي الأول من الجهة الشرقية و الثاني من الجهة الشمالية من النقطة التي تنحني بها نصف دائرة المسرح نحو الغرب و الثالث من الجهة الغربية و يستند على جناح المسرح الغربي . و كل هذه الأبراج متصلة بأبواب تفتح على سطح الرواق العلوي و نوافذ المسرح التي تطل على الخارج من القسم الثالث , ثم تتصل بصورة مباشرة مع الممشى الأرضي بأبواب محصنة عثر عليها بحالة سليمة أثناء أعمال السبر.
العهد الأيوبي:
في أوائل هذا العهد أصبحت حوران هدفا لغارات الصليبيين الذين وجهوا إليها حملتين الأولى تحت قيادة بدوان الثالث و الثانية تحت قيادة بدوان الرابع عام 1182 ميلادي , و يظهر أن التحصينات السابقة (الفاطمية) لم تكن من المناعة بحيث تكفي لصد هجمات الغزاة, كما أنها لا تستوعب عدد أفراد الحامية التي حشدت في بصرى في ذلك الحين عندما أصبحت (دار ملك لبني أيوب) فبوشر ببناء البرج الأول في زمن الملك العادل أبي بكر بن أيوب أخي صلاح الدين و أيام ولده الملك شرف الدين عيسى في مستهل عام 599 للهجرة 1202 ميلادي , و تمت أشغال آخر برج من أبراجها زمن الملك الناصر يوسف خليل خلال عام 649 هجري 1251 ميلادي . عدد هذه الأبراج تسعة بنيت كلها خارج المدرج و الأبراج الفاطمية الثلاثة بشكل يستفاد من مناعته الأخيرة في الدفاع و ينسجم مع هيكل التحصينات الجديدة في الشكل و المنعة ثم أحاطوه بخندق عميق يمر فوقه جسر مؤلف من خمسة أقواس ثابتة يتقدمها جسر متحرك من الخشب يرفع عند الحاجة بواسطة حبال مثبتة عند باب القلعة , كما أقامو فوق المدرج ثلاثة طوابق كبرى أعدت للتموين , فالطابق الأرضي لخزن المياه , والطابق الثاني لحفظ المؤونة و الذخيرة,و كل من هذه الطوابق يعطينا فكرة صحيحة عن مدى تقدم فن البناء العسكري في القرون الوسطى إذ وزعوا ثقل المواد التي يتألف منها على مختلف أنحاء المدرج و المسرح بحيث حولوها لقواعد متينة تصمد أمام أشد الزلازل و عوامل الطبيعة.

 

Home | مقدمة عامة | باب الهوى أوالبوابة الغربية | خزانات المياه | سرير بنت الملك | المعبد النبطي | قوس النصر | معبد حوريات الماء | الأبنية المدنية | العمارة المسيحية | العمارة الاسلامية | بصرى اليوم

www.BosraCity.com ©